استخير مع بداية التفكير



مازلنا في مرحلة الاختيار، وهي أهم مرحلة لأن كل شيء سينبني عليها في المراحل القادمة .. وبعد أن وضعنا أسس الاختيار السليمة : الأصل والدين والأخلاق، كيف نعرف إنها موجودة في هذا الشخص؟

فليس من السهل أبدًا أن تتعرف على باطن من أمامك مهما أوتيت من علم وخبرة، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر.

ولذلك شرعت الإستخارة ..
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن،
يقول "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري"
أو قال "في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به". قال" ويسمي حاجته".
[رواه البخاري]

لذا علينا أن نتعلم أن نستخير في كل شؤون الحياة وحتى الأمور الصغيرة التي لا تلقي لها بالاً. وهذا الدعاء علينا أن نحفظه ونتدبره مثل حفظنا وتدبرنا للقرآن، فنحن نحتاجه جدًا مثلما نحتاج للقرآن أن يكون ربيع لقلوبنا .. فتصلي وتتواصل بربك، وببركة الصلاة والدعاء يظهر لك الخير إن شاء الله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ولابد أن تحقق أربع أمور مع الاستخارة:

أولاً: تطهير النفس بالوضوء والصلاة، حتى يريك الله الحق حقًا .

ثانيــًا: التبرؤ من حولك وقوتك.

ثالثــًا: استخِر مع بداية التفكير قبل التعلق حتى لا يكون القرار مبني على هوى.

رابعـًا: أن تكون راضيًا بقدر الله خيره وشره، سواء وافق ميلك الشخصي أو لم يوافقه.

ولابد مع الاستخارة أن تتضاعف ما استطعت .. فإن اللطف مع الضعف، كلما زاد انكسارك لله كلما فتح عليك من أبواب الخير ..

وأثر الاستخارة هو التيسير وانشراح الصدر وليس بحدوث الرؤى كما يظن البعض .. ومن الممكن أن تستخير ما شئت حتى ييسر الله لك أمرك ..

وعليكم بدعوة سيدنا عمر رضي الله عنه " اللهم بيِّن لي في أمر فلانة (أو فلان) بيانًا شافيًّا"

لذا لكي تعرف حقيقة من أمامك عليك أن تستخير وليه، الله سبحانه وتعالى .. وبعد ذلك عليك أن تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله وهو سييسر لك أمرك .. وهذا ما سنعرفه في المقالة التالية إن شاء الله.

المصادر:

درس "كيف تختار شريك الحياة؟" للشيخ هاني حلمي.


0 comments: