مخالفات في فترة الخطبة



تحدث في فترة الخطوبة العديد من المخالفات الشرعية التي يجب تجنبها، حتى لا تكون من الذين يتبعون الشهوات فتميل الميل العظيم وتنحرف عن الطريق ..

ومن بين هذه المخالفات:

1) أن يعتقد الشاب أنها صارت زوجته وتعتقد الفتاة أنه صار زوجها .. فينتهي الأمر إلى علاقات آثمة والعياذ بالله، والقصص المؤسفة في هذا الباب لا حصر لها.

2) الكلام الرومانسي .. حتى وإن لم يحدث فيه تجاوزًا كبيرًا، قال تعالى {..وَتَحسَبونَه هَيِّنًا وَهوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] .. فيكفي مجرد التعلق القلبي الذي يحدث .. فمن أحب أحدًا سوى الله عذِب به ولابد، لأن الله عز وجل يغار أن يكون في قلبك حب لسواه .. فإياك أن تخونه.

3) الكذب .. فكلا الطرفين يجد نفسه مضطرًا لتغيير بعض الحقائق للتجمل، فيقع في الكذب ...

قال صلى الله عليه و سلم "وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" [متفق عليه] .. فالكذب من صفات المنافقين، فهل يستحق هو أو تستحق هي أن توقع نفسك في الدرك الأسفل من النار؟؟

4) ضياع الوقت .. في الجلوس معها زيادة عن اللازم أو السهر المفرط للمكالمات الهاتفية، فتضيع الأوراد والصلوات. ووالله ستسأل عن هذه الأوقات المهدرة، قال صلى الله عليه و سلم "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه.." [رواه الترمذي وصححه الألباني]

5) تجاهل المسئوليات بالذات تجاه الأهل .. فمع بدأ الخطبة ينشغل كلاهما بالآخر، فيقصرا في بر أهلهما وصلة الرحم وحقوق من حولهما وفي حقوق الله ابتداءً.

ــــــــــــــــــــــــــــ

6) ذهاب الوقار .. فلا يجب التسرع في إبداء المشاعر تجاه الآخر في هذه الفترة، لأن الانطباع الأول يدوم.

7) انطفاء لذة ليلة الزفاف .. بل وذهاب لذة الحياة الزوجية كلها وذلك بعد التعوّد على الملاقاة والحديث .. فكل ما تفعله في الخطبة يسحب من رصيد ما بعد الزواج .. ولا يمكن أن ترتكب ذنب دون أن تعاقب، إلا أن تتوب.

8) الضعف أمام الطرف الآخر واطاعته طاعة عمياء .. وتنفيذ أوامره إرضاءًا له، حتى ولو كان فيها عصيان لله عز وجل ولأهلها.

9) قراءة الفاتحة .. هناك اعتقاد أن قراءة الفاتحة بمثابة العقد الوثيق، وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أو السلف الصالح .. وقراءتها قبل الزواج بقصد التبرك بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [متفق عليه]

10) الدبل .. هناك من يعتقد أن إرتداء الدبلة يقوي العلاقة بينهما ويجعل الحب يدوم، وهذه عادة ليس لها أصل في الإسلام. لكن إن ارتدا كليهما خاتم دون أن يعتقدا في بركته، فلا بأس. ولا يجوز أن يقوم الخاطب بإلباس الخاتم لمخطوبته، لإنها لازالت أجنبية عنه.

نسأل الله أن يسعد شباب وبنات المسلمين، وأن يمتعهم بحلاله، ويغنهم بالحلال عن الحرام ، وبالطاعة عن المعصية، وبفضله عمن سواه،،

المصادر:

درس "أحلى خطوبة" لفضيلة الشيخ هاني حلمي.

استخير مع بداية التفكير



مازلنا في مرحلة الاختيار، وهي أهم مرحلة لأن كل شيء سينبني عليها في المراحل القادمة .. وبعد أن وضعنا أسس الاختيار السليمة : الأصل والدين والأخلاق، كيف نعرف إنها موجودة في هذا الشخص؟

فليس من السهل أبدًا أن تتعرف على باطن من أمامك مهما أوتيت من علم وخبرة، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر.

ولذلك شرعت الإستخارة ..
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن،
يقول "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري"
أو قال "في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به". قال" ويسمي حاجته".
[رواه البخاري]

لذا علينا أن نتعلم أن نستخير في كل شؤون الحياة وحتى الأمور الصغيرة التي لا تلقي لها بالاً. وهذا الدعاء علينا أن نحفظه ونتدبره مثل حفظنا وتدبرنا للقرآن، فنحن نحتاجه جدًا مثلما نحتاج للقرآن أن يكون ربيع لقلوبنا .. فتصلي وتتواصل بربك، وببركة الصلاة والدعاء يظهر لك الخير إن شاء الله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ولابد أن تحقق أربع أمور مع الاستخارة:

أولاً: تطهير النفس بالوضوء والصلاة، حتى يريك الله الحق حقًا .

ثانيــًا: التبرؤ من حولك وقوتك.

ثالثــًا: استخِر مع بداية التفكير قبل التعلق حتى لا يكون القرار مبني على هوى.

رابعـًا: أن تكون راضيًا بقدر الله خيره وشره، سواء وافق ميلك الشخصي أو لم يوافقه.

ولابد مع الاستخارة أن تتضاعف ما استطعت .. فإن اللطف مع الضعف، كلما زاد انكسارك لله كلما فتح عليك من أبواب الخير ..

وأثر الاستخارة هو التيسير وانشراح الصدر وليس بحدوث الرؤى كما يظن البعض .. ومن الممكن أن تستخير ما شئت حتى ييسر الله لك أمرك ..

وعليكم بدعوة سيدنا عمر رضي الله عنه " اللهم بيِّن لي في أمر فلانة (أو فلان) بيانًا شافيًّا"

لذا لكي تعرف حقيقة من أمامك عليك أن تستخير وليه، الله سبحانه وتعالى .. وبعد ذلك عليك أن تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله وهو سييسر لك أمرك .. وهذا ما سنعرفه في المقالة التالية إن شاء الله.

المصادر:

درس "كيف تختار شريك الحياة؟" للشيخ هاني حلمي.


اختبار الالتزام الحقيقي


هناك أسباب يجب أن تأخذ بها لكي تتعرف على شريك الحياة .. لكي تتأكد إنه شخص متدين بحق وإنها متدينة ..

بعد الاستخارة، عليك أن تسأل عنه وعنها المعارف والجيران وبخاصة الأصدقاء المقربين .. ولابد أن يعرف الجميع أن هذا الاستفسار شهادة لابد فيها من الأمانة، وإن كانت هناك عيوب لا يخفيها وهذه لا تعتبر غيبة.

وكيف يكون المتدين أو المتدينة؟!

فالدين ليس مجرد حجاب ونقاب وطلب للعلم أو لحية وجلباب قصير والتردد على المساجد، هذه أمور هامة ولكن مفهوم الدين أشمل وأعمّ من مجموعة من الطقوس والشعائر نحن نغلق الموضوع عليها ..

فالدين: علم وعمل ودعوة .. معرفة بالله، حال مع الله، إيجابية في الواقع ..
الدين هو منهج في الحياة يخاطب العقل والوجدان، ويضبط كل شيء في حياة الإنسان ..

لذلك يجب أن تتأكد بنفسك من المعلومات التي تصلك عن شريك الحياة ..

ولا تنخدع بمظاهر الالتزام الشكلية التي قد تخفي وراءها التزامًا أجوف ..

وأهم شرط في الملتزم هو الإتزان .. الملتزم = متزن .. أي أنه يستطيع أن يوازن بين الحياة والدين .. فالله أمرنا بالعمل والعبادة وبإعطاء كل ذي حق حقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

والالتزام الحقيقي يظهر في بعض الأمور الهامة التي يجب التأكد منها في نفسك وفي شريك حياتك المقبل .. وإن لم تكن موجودة فعليكما أن تسعيا لإيجادها:

فقد جاءت صفات الملتزم بحق في قوله تعالى {إِنَّمَا المؤمِنونَ الَّذِينَ إِذَا ذكِرَ اللَّه وَجِلَت قلوبهم وَإِذَا تلِيَت عَلَيهِم آيَاته زَادَتهم إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ (2) الَّذِينَ يقِيمونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقنَاهم ينفِقونَ (3) أولَٰئِكَ هم المؤمِنونَ حَقًّا ۚ(4)} [سورة الأنفال] .. ففرائضه لا تقبل النقاش، عنده أوراد ثابتة، متعلق بالله .. عندما يتكلم أو تتكلم يكون الكلام عن الله وليس عن الدنيويات .. لذا يجب أن تلاحظ وتلاحظِ ..

1) الإهتمام بالفرائض .. والفرض ليس الصلاة فقط، وإنما أيضًا طلب العلم والدعوة وبر الوالدين ..

2) تقديم الفرائض على النوافل ..

3) التكامل بين الظاهر والباطن .. لا تهتم بالشكل فقط وتنسى قلبك.

4) مدى استعداده للتغيير وتزكية نفسه، ومدى استعدادها لذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهناك اختبارات مهمة، لابد منها أثناء قرائتك لشخصية من أمامك ..

1) اختبار علو الهمة .. اسأل منذ متى بدأ في طريق الالتزام ومدى الانجاز الذي حققه في هذه الفترة.

2) اختبار أثر الرواسب الجاهلية .. ضعيه وضعها تحت اختبار دقيق، لابد أن يصدقه العمل .. يجب أن يكون قد هجر الذنوب والمعاصي .. لا أغاني أو موسيقي أو أفلام أو إختلاط فاحش أو إطلاق بصر .. وإن كان حديث عهد بالالتزام فلابد من الصبر، فمن الممكن أن يكون أفضل عند الله من الملتزم منذ سنين ولكن الرواسب تحتاج بعض الوقت لكي يَطهر القلب منها.

3) السمت والإرتياح الإيماني مسألة في غاية الأهمية .. لابد أن ترى أثر الإيمان في خفض الصوت وحياء المرأة .. ولطف الأسلوب عنده، حنّان ولطف من غير ضعف .. طيبة القلب وصفاءه، سعة الصدر .. هذه كلها من سمات الصالحين التي يجب البحث عنها.

4) صاحب قرار .. لأنَّ هذا يظهر قوته وثقته في الله تعالى، وهي كذلك.

قد يصاب البعض بالإحباط لأن هذه الصفات ليست كلها فيه ومن الصعب إيجادها في شخص آخر .. لا تيأس، فبإمكانك أن تتغير إذا أردت ذلك .. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس غضبًا وقسوة وبعد الإسلام صار من أشد الناس رأفة ورحمة ولين .. ولكن أخذ الأمر بعض الوقت .. ولو إنك ترى حياتك جيدة هكذا، ستظل طوال الوقت تحوم حول الحمى ولا تصل إلى المراد.

كما أن الأخلاق هي صورة الالتزام الحقيقية، فيجب أن تتأكد من الجانب الأخلاقي في شريك الحياة المقبل .. تابعونا في المقالة القادمة لمعرفة الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الملتزم الحقيقي،،

المصادر:

درس "كيف تختار شريك الحياة؟" للشيخ هاني حلمي.

مواصفات شريك حيــاتِك



أختــاه .. ترى من تختارين ليكون شريك حياتك؟

عليكِ أختاه أن لا تتنازلي عن المعايير الأساسية التي حددها الشرع في إختيار الزوج بحجة أن القطار سيفوتك .. وعلى ولي المرأة أن يحسن إختيار الزوج لها ..

فسوء الاختيار هذا يجعلها تفتن في دينها وتعود عن طريق الالتزام الذي كانت تريده ..

الأسس الشرعيــة لإخـتـيـار الزوج ..

1) أن يكون صاحب دين .. لقوله تعالى {.. وَلَعَبدٌ مّؤمِنٌ خَيرٌ مِّن مّشرِكٍ وَلَو أَعجَبَكم ..} [البقرة: 221]

ولقول النبي 'إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ' [رواه الترمذي وحسنه الألباني] ..

فالزوج صاحب الدين أهم وأعظم عند الله عز وجل .. هو الذي لا يظلم إذا غضب ولا يهجر بغير سبب ولا يسيء معاملة زوجته،

ولا يكون سبباً في فتنة أهله عن طريق إدخال المنكرات وآلات اللهو في البيت، بل يعمل بقول النبي 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ' [رواه الترمذي وصححه الألباني]

فيجب على ولي المرأة أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه لأن المرأة تصير بالنكاح أسيرة ومتى زوجها وليّّها من ظالم أو تاركًا للصلاة أو فاسقًا أو مبتدعًا فقد جنى على دينها وتعرض لسخط الله لأنه كان سبب لقطع الرحم بسبب سوء الإختيار.

وإن جاءه خاطبًا ذو دين ولكن قدرته المادية محدودة فعليه أن يعينه، ومن تزوج رزق .. ولكن يجب أن يتأكد أولاً من صدق تدينه، فالتدين سيكون ظاهرًا في سلوكه وسيشعر بالراحة معه .. كما قال النبي 'الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف' [رواه البخاري]

جاء رجل للحسن وقال: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوَّجها ؟، قال: 'زوجها ممَّن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها'.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ


2) أن يكون رفيـــقاً لطيــفاً بــأهله ( حسن الخلق) .. والأخلاق تأتي بعد الدين والأصول البيئية، لأنها تنشأ عنهما .. فلو عنده دين بحق سيكون عنده أخلاق بحق .. قال 'أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم' [صحيح الجامع رقم (1232)] ..
وصاحب الخلق الحسن هو الذي تشعر معه المرأة بالدفء والسكينة والطمأنينة، ولا تشعر معه بالعذاب أو القلق ولا تكون متهيِّبة إياه طوال الوقت
.

3) القدرة المادية .. لقول النبي 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء' [متفق عليه] .. أي: من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ومن لم يستطع فليصم.

4) أن يكون قويــاً أميـنــاً .. قال تعالى {قَالَت إِحدَاهمَا يَا أَبَتِ استَأجِره إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيّ الأَمِين } [القصص:26] ..
وليس المقصود القوة الجسدية فقط، وإنما القوة العقلية والعلمية وقوة الشخصية والحكمة وقوته بتجاربه وخبراته .. فهذه صفات تحتاجها المرأة بشدة في زوجها.

والأميــن .. لأن لو هذا الرجل يخون الله بالمعاصي، فلا ينفعك بحال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

5) الكفــاءة .. قال النبي ' تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم' [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]

والكفاءة هي المساواة والتقارب بين الزوج والزوجة في المستوى الديني والأخلاقي والإجتماعي والمادي،
ولا ريب أن تكافؤ الزوجين من الأسباب الأساسية في نجاح الزواج وعدم التكافؤ يحدث نوعاً من النفرة ويسبب الإنفصال والشقاق
.

لابد أن تحددِ ما المواصفات التي تريديها في شريك حياتك مع ترتيبها حسب الأولوية، وما هو الدور الذي سيقوم به بالنسبة لكِ .. وتنظرِ في النقاط الإيجابية والسلبية في من تقدَّم لكِ في ضوء الهدف الذي وضعتيه، ثم تحكِّمِ عقلك وتحددِ إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنتِ تستطيعِ التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا تكون هناك مشاكل أم لا ... مع العلم إنه لا وجود للشخص كامل الأوصاف.

فكل طرف عندما يشعر بالطرف الآخر ويكون بينهما دفء في التعامل سيقام البيت على أسس سليمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخريطة الذهنية للمقالة
اضغط على الصورة لتكبيرها

5_Shareek_Map3-mini

المصادر:

درس 'من نتزوج؟' للشيخ هاني حلمي.

كيف تختار شريكة حياتك




هناك ثوابت ينبغي ان تأخذها فى الحسبان عند إختيار شريك الحياة ..

وقد بينّ لنا الشرع هذه الثوابت وأرشدنا إليها التوجية النبوي الحكيم ..


أولاً: الأســـس الشـرعـــية لإختيار الزوجة

1) الدين والخلق .. لقول رسول الله " تنكح المرأة على إحدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك " [رواه أحمد وحسنه الألباني] .. إذا تزوجت الديِّنة فقد فزت ورب الكعبة.

2) الودود الولود .. قال رسول الله "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم" [رواه أبو داوود والنسائي وصححه الألباني]


والودود هي المتحببة التي تحقق لزوجها معنى السكن النفسي، وتشعره أنه هو الرجل الأول والأخير في حياتها ..

والولود لكي يتحقق المقصد الشرعي من تعمير الأرض وتكثير سواد المسلمين .. واعلم أن المقصود هنا ليس مجرد تكثير الناس فقط، إنما المقصود تعمير الأرض بأناس يحملون راية التوحيد بحق ويفهمون دينهم بشكلٍ صحيح،،

ــــــــــــــــــــــــــــ

3) من تعينه على الطاعة .. قال النبي "أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه" [صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب رقم (1499)]

وبهذا أراد النبي أن يؤكد على جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الإختيار ولكن دون إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى،

4) الأصول البيئية .. أن تكون من بيئة كريمة ونشأت تنشئة سليمة تفهم معها العادات الصحيحة التي يقرها الدين وهذا شرط أساسي لإختيار الزوج أيضًا .. فالبيت والأهل يكون لهم التأثير الأساسي في تكوين أي شخصية، هذا بالإضافة إلى الأصدقاء وأماكن التعليم والمساجد التي يرتادها وما يقرأ ويسمع.

النبي قال "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" [رواه مسلم] فلو كان معدنها طيب سيكون التعامل سهل.

وليس معنى هذا أن لا يتزوج من الفتاة الملتزمة إذا كانت أسرتها غير كذلك .. ولكن تحتاج الفتاة إلى ما يسمى بــفترة "الحضَّانة الإيمانية"، حتى تتعلم كيف تحسب الأمور بدينها وليس بما تعلمته في بيتها الذي لم يكن فيه إلتزام وعادات صحيحة.

وكذلك لا تتزوج ممن تخون الله بالمعاصي بحجة أنك ستجعلها تلتزم بعد ذلك ..

فلابد أن تعرف مادامت تخون الله فستخونك أنت أيضًا،

والخيانة هنا ليست بمعناها المعروف، إنما تخونك بأن تشعرك بعدم الأمان معها .. كأن تنشر أسرار البيت خارجه وتسبب الكثير من المشاكل.

فكيف ستعيش الأمان؟! .. لابد أن تختار من تشعر بمعنى السكن معها.


ــــــــــــــــــــــــــــ


ثانياً: الأسس النفسيــة ..

حددّ الصفات التي تريدها في شريكة حياتك ورتبها حسب الأولوية .. ثم حدد الصفات التي تقبل التنازل عنها في بنود التكافؤ لحساب بنود أخرى .. فهناك ثوابت لا يمكن التفريط فيها، وفي نفس الوقت هناك بعض الأمور يمكن التنازل عنها والتغيير فيها .. واعلم إنه لا وجود للشخص كامل الأوصاف.


عند إختيار شريك حياتك .. اختر أولًا بعقلك، ثم بقلبك، ثم بعينيك،

ابدأ أولاً بأن تعرف مواصفات الأخت التي ستتقدم لها حتى ترتوي عقليًا وتقتنع بهذه المواصفات،

وبعد ذلك تعرف عنها المزيد من الصفات وتسمع ما يقال عنها فوجدانيًا يرقّ قلبك، وبعد ذلك تذهب وتنظر إليها بنفسك فإذا سررت بها عند رؤيتها تتم الزيجة على بركة الله عز وجل.

في هذه المرحلة لابد أن تكون صادقًا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في إختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك فيجب أن تكون مدركًا تمامًا لما أنت مقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو .. إلخ.

وهذه هي الأسس التي ينبغي أن تتمسك بها عند الإختيار

الخريطة الذهنية للمقالة
اضغط على الصورة لتكبيرها

5_Shareek_Map3-mini

المصادر:

درس "من نتزوج؟" للشيخ هاني حلمي.


قلق إنتظار شريك الحياة




قد يتعرض البعض لضغوط من الأهل والمجتمع في فترة ما قبل الزواج، فيصاب بالقلق والإكتئاب ..

فكيف يتصرف مع هذه الضغوط؟

اعلم أن هذا إختبـار صدق الإيـمـان .. فالله يبتليك لإختبار صدق إيمانك.

قال تعالى {أَحَسِبَ النَّاس أَن يترَكوا أَن يَقولوا آَمَنَّا وَهم لَا يفتَنونَ (2) وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنَّ اللَّه الَّذِينَ صَدَقوا وَلَيَعلَمَنَّ الكَاذِبِين(3)} [العنكبوت].

ويختبـرك بالنــاس .. قال تعالى {وَجَعَلنَا بَعضَكم لِبَعضٍ فِتنَةً (20)} [الفرقان]

فمن سترضي الله أم الناس؟؟! .. قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]

فإن أرضيت الله، ثقّ أنه لن يتركك بل سيرضِّيك لا محالة. والناس لن تغني عنك من الله شيئا، قال تعالى {وَإِن تطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يضِلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [الأنعام: 116]


كيــف تتــعامـل مـع قـلـق إنتظــار شريــك الحيــــــاة؟

عليك بصدق اللجوء إلى الله والتضرع إليه لكي يدبر لك أمرك وينجيك من هذه الفتن .. قال تعالى {ادعوا رَبَّكم تَضَرّعًا وَخفيَةً إِنَّه لَا يحِبّ المعتَدِينَ } [الأعراف: 55]

قراءة القرآن .. فهو وصفة العلاج من أي فتنة من الممكن أن تقابلك .. { وَإِذَا قرِئَ القرآَن فَاستَمِعوا لَه وَأَنصِتوا لَعَلَّكم ترحَمونَ (204)} [الأعراف] .. فإذا قرأت القرآن تتنزل عليك الرحمة فترفع غضب الله عنك، فلا تفتن.

حصّن نفسك بالذكر .. {وَاذكر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرّعًا وَخِيفَةً وَدونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغدوِّ وَالآَصَالِ وَلَا تَكن مِنَ الغَافِلِين} [الأعراف: 205] .. فأنت تحتاج إلى ذكر يحصنك من الغفلة التي يدخل الشيطان منها لقلبك، فالشيطان يجعل لك الحياة بؤس وشقاء، إنما الذِكر يجلي القلب فتكون محصنًا من الشيطان ووساوسه.

ذِّل وإنكسر لله .. قال سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَستَكبِرونَ عَن عِبَادَتِهِ وَيسَبِّحونَه وَلَه يَسجدون} [الأعراف:206] .. فالذل والإنكسار أفضل باب تدخل على الله منه، سجـدة تنكسر لله بها فتدخل على الله من هذا الباب العظيم .. باب الذل والإنكسار.

فالذي ينكسر بين يدي الله هم من سيكونون عند الله وهم من سيوفقهم الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اربط قلبك بـالصلاة، و أدم طرق الباب يوشك أن يفتح لك .. { إِلَّا المصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هم عَلَى صَلَاتِهِم دَائِمونَ (23)} [المعارج].

برهن على الإيمان بإيثار الله .. {وَالَّذِينَ فِي أَموَالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالمَحرومِ (25)}[المعارج]

أعمل عمل فذّ كبير تتقرب به إلى الله .. {وَالَّذِينَ يصَدِّقونَ بِيَومِ الدِّينِ }[ المعارج:26 ].

كن على حذر .. {وَالَّذِينَ هم مِن عَذَابِ رَبِّهِم مشفِقونَ ( 27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِم غَير مَأمونٍ (28)} [المعارج] .. فعندما تتعرف على الله، و تقترب منه أكثر تخاف عذابه، و تشفق أن تضيع رصيدك وجهدك بالمعاصي.

أحفظ الله يحفظك .. { وَالَّذِينَ هم لِفروجِهِم حَافِظونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزوَاجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيمَانهم فَإِنَّهم غَير مَلومِينَ (30) فَمَنِ ابتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأولَئِكَ هم العَادونَ (31)} [المعارج]. فعندما تحفظ نفسك وتحفظ جوارحك يحفظك الله فيعطيك من فضله.

الإيمان أمانة فلا تضيع حق ربك .. { وَالَّذِينَ هم لِأَمَانَاتِهِم وَعَهدِهِم رَاعونَ} [ المعارج: 32 ] .. فإذا استودع قلبك الإيمان، فقد إصطفاك بنعمة عظيمة فحافظ عليها، و لا تنقض عهد الله من بعد ميثاقه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تضيع حقوق الناس .. { وَالَّذِينَ هم بِشَهَادَاتِهِم قَائِمونَ } [المعارج:33].

قال صلى الله عليه وسلم "النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا" [السلسة الصحيحة رقم(2382)]

وقال صلى الله عليه وسلم "ما رزق عبدًا خيرًا له ولا أوسع من الصبر" [رواه الحاكم وصححه الألباني]

فاعلم أنك لن تنجح في أي شيء في حياتك إلا بالصبر، وكلما زاد صبرك زاد رزقك.

واعلم أن الله يعطيك بقدر، فهو يعطيك كل ما ينفعك و يصلحك، فلابد أن ترضى بما أعطاه لك .. "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا" [رواه مسلم]

فلو رضيت بقضاء الله لن تقلق ولن تكتئب ولن تحمل الهمّ أبدًا.

وأخيـرًا: أصــدق الله .. في طلب رضاه سبحانه وتعالى من الزواج، و سيصدقك لا محالة.

يقول النبي صلي الله عليه وسلم "ثلاثة حق علي الله أن يعينهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف" [حسنه الألباني، صحيح الجامع رقم (3050)]

فلو صدقت الله في أنه يكون سبيل العفاف، سيرزقك إياه .. وأكثّر من الدعاء بــ "اللهم أرزقني التقي والهدى والعفاف والغنى" .. والله سيدبر لك كل أمورك، بصدقك و حسن يقينك فيه سبحانه وتعالى.

المصادر:

درس "الطريق إلى الزواج" للشيخ هانى حلمى

لمــاذا نتــزوج ؟؟




الــزواج .. ذلك الحلم الجميل الذي يفكر فيه كل شاب وفتاة، حلم الأسرة والإستقرار، حلم السكن والراحة النفسية، حلم المودة والرحمة والألفة

يقول تعالى {وَمِن آيَاتِهِ أَن خَلَقَ لَكم مِّن أَنفسِكم أَزوَاجًا لِّتَسكنوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرونَ } [الروم: 21].

فلو تفكرت لعلمت أن الزواج من أعظم النعم والقربات لرب العالمين، و هو في الإسلام من أعظم العبادات، بل هو أفضل من الإنقطاع لنوافل العبادات.

ولكن الزواج لا يمكن أن يكون هدفًا .. بل هو وسيلة لتحقيق الهدف. فلا تنشغل ب

فإن كان غرضك من الزواج الدنيا، فلتتحمل عواقب ذلك في الدنيا والآخرة .. فقد قال عنها صلى الله عليه وسلم "ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم" [رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني]


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد ليلتمس مرضاة الله ولا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل إن فلانا عبدي يلتمس ان يرضيني ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع ثم تهبط له إلى الأرض" [رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح ]

فوقتها سيكون البيت أسعد ما يكون .. بيت تحفه الملائكة لأن الله عز وجل راض فى السماء .



ومن نـوايـــا الـزواج ..

1) الزواج يعلمك التوحيد .. قال تعالى {وَمِن كلِّ شَيءٍ خَلَقنَا زَوجَينِ لَعَلَّكم تَذَكَّرونَ فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكم مِّنه نَذِيرٌ مّبِينٌ} [الذاريات: 49,50] .. فتتذكر أنَّ الله واحد، وأنت فقير تحتاج إلى زوجة وولد.

2) إمتثال أمر الله جل وعلا .. لقوله {وَأَنكِحوا الأَيَامَى مِنكم وَالصَّالِحِينَ مِن عِبَادِكم وَإِمَائِكم إِن يَكونوا فقَرَاء يغنِهِم اللَّه مِن فَضلِهِ وَاللَّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].

3) إستجابة لنداء الفطرة .. فمن تركه إلى غيره فقد خالف الفطرة، ومن خالف الفطرة فهو على شفا هلكة، { فِطرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللَّهِ...} [الروم: 30] .. ونعوذ بالله من الرهبنة.

4) لتقرّ عين النبي صلى الله عليه وسلم .. فالزواج قوة للأمة، وتجديد لشبابها، لأنه وسيلة لتكثير الأمة وعمار الأرض، ولذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم في التزوج من المرأة الولود فقال عليه الصلاة والسلام: زوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" [أبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني].



5) تحقيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه وسلم "النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني" [صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم(6807)]

6) تحقيق العفاف .. ففي الزواج وقاية للدين من غائلة الشهوة، ليغض المسلم بصره ويحفظ فرجه لقوله صلى الله عليه وسلم ".. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج .." [متفق عليه] .. وقال صلى الله عليه وسلم "ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف" [رواه الترمذي وابن حبان وحسنه الألباني]

7) دعاء الولد الصالح في الحياة وبعد الممات .. لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" [رواه مسلم] .. فالولد الصالح بمثابة صدقة جارية لك، عندما تربيه ليعزّ الله سبحانه وتعالى به أمة الإسلام.


8) خير متاع الدنيا .. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" [رواه مسلم]

9) التعاون على طاعة الله .. قال صلى الله عليه وسلم "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء" [رواه أبو داود والنسائي و صححه الألباني]

10) الترابط بين المسلمين .. فبالزواج يتم التعارف والتلاقي بين الأسر والعائلات، فتنتشر المحبة والألفة بين المسلمين، قال تعالى{يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقنَاكم مِّن ذَكَرٍ وَأنثَى وَجَعَلنَاكم شعوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفوا إِنَّ أَكرَمَكم عِندَ اللَّهِ أَتقَاكم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].


المصادر:

درس "لماذا نتزوج ؟؟" للشيخ هاني حلمي.